الجامعة الحديدة تشارك في المؤتمر العلمي الاول تعليم الإلكتروني في اليمن .. ضرورة وطموح
أكد المشاركون في أعمال المؤتمر العلمي الأول للتعليم الإلكتروني بمؤسسات التعليم العالي باليمن “الواقع والتطلعات” الذي عقد بصنعاء على مدى يومين بمشاركة كوكبة من قادة الرأي والفكر والباحثين من مختلف الجامعات اليمنية وصناع القرار ومشاركة خبرات دولية من اليمن ، مصر ، سلطنة عمان، فلسطين، وماليزيا،
ضرورة إعداد سياسات عامة واستراتيجية وطنية للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد وتعديل التشريعات والقوانين والمعايير الحالية لتستوعب مستجدات التعليم الإلكتروني.
وطالبت توصيات المؤتمر الذي نظمته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ممثلة بمركز تقنية المعلومات بالشراكة مع الجامعة الإماراتية الدولية، بإيجاد رؤية استراتيجية وطنية للتكنولوجيا، وقيام مجلس الاعتماد الأكاديمي بتحديث ضوابط التعليم عن بُعد وإعداد معايير التعليم الإلكتروني والأدلة ذات العلاقة، بالإضافة إلى نشر ثقافة التعليم الإلكتروني في أوساط المجتمع الأكاديمي ، وحث الجامعات على تطوير منصاتها الإلكترونية، ونظم إدارة التعليم والتنسيق مع وزارة الاتصالات لإدخال تقنيات جديدة لزيادة سرعة خطوط الإنترنت، وتخفيض التعرفات والاشتراكات للجامعات، والكادر الأكاديمي، والطلاب، والتركيز على جميع أنماط التعليم الإلكتروني (الكامل، والهجين)، بما يتناسب مع الوضع القائم.
وعلى هامش المؤتمر الاول للتعليم في اليمن، التقت صحيفة “26 سبتمبر” بعدد من الاكاديميين والمختصين وخرجت بالحصيلة التالية:
استطلاع : عبدالحميد الحجازي
> البداية مع الاستاذ الدكتور محمد الأهدل – رئيس جامعة الحديدة- الذي تحدث بالقول:
>> اصبح التعليم الإلكتروني ضرورة خصوصاً بعد جائحة كورونا التي وجهت الانظار إلى أهمية تبني التعليم عن بعد.. مشيراً إلى أن جامعة الحديدة كانت لها تجربة سابقة في برنامج إدارة الأعمال عن طريق التعليم الإلكتروني، وكان هذا البرنامج مدعوماً من البنك الدولي.. وقال:” كنا قد بدأنا العمل على توصيف المناهج وإعداد البنى التحتية من المعامل، لكن البرنامج توقف عند بداية المرحلة الثانية بسبب العدوان الغاشم على بلادنا في 26 مارس 2015م، حيث كنا على وشك تحويل القرارات الدراسية إلى محتوى إلكتروني”.
بيئة خصبة
وأوضح الدكتور الأهدل أن البيئة اليمنية بيئة خصبة للتعليم الإلكتروني خصوصاً وأن اغلب الطلاب والطالبات لديهم التوجه نحو استخدام التكنولوجيا وتقنياتها، لكن الكادر الأكاديمي بحاجة إلى التأهيل وصقل مهاراته الإلكترونية ليتمكن من القيام بواجباته في التعليم الإلكتروني، بالإضافة إلى إيجاد البنية التحتية والتقنية، وتعديل بعض التشريعات لتلائم هذا النوع من التعليم.. مؤكداً انه ورغم شحة الإمكانات المادية واستمرار العدوان والحصار، إلا أننا قادرون على البدء بتبني التعليم الإلكتروني بالإمكانات المتواضعة واستخدام بعض المنصات المجانية المتوفرة على شبكة الإنترنت.
تجربة شخصية
وأضاف رئيس جامعة الحديدة انه وخلال جائحة كورونا في العام الماضي، وصدور قرار توقف الدراسة الحضورية في الجامعات، كانت لجامعة الحديدة تجربة في التحول نحو التعليم الإلكتروني، كتجربة شخصية بدأ بها بعض أعضاء هيئة التدريس وانا منهم باستخدام (الجوجل رووم) غرف التواصل للتعليم، ومع بساطة هذه التجربة وحداثتها الا انها كانت جيدة في إيصال المعلومات لأبنائنا الطلاب والطالبات، رغم التذمر وعدم التقبل الذي كان يعبر عنه الطلاب في الكثير من الأحيان، وهو ما يعكس ثقافة الطالب الجامعي واستخدامه التكنولوجيا للترفيه فقط.
حقيقة وضرورة
> الدكتور نجيب الكميم رئيس الجامعة الإماراتية بصنعاء، تحدث عن مستقبل التعليم الإلكتروني في اليمن بالقول:
> إن التعليم الرقمي هو التعليم الأكثر انتشاراً في العالم، وأي جامعة لا تسعى نحو هذا الصوب تكون مغردة خارج السرب، ولا مجال للشك حول أهمية هذا النوع من التعليم فهو نفس التعليم وإن اختلفت الأدوات، فالتعليم الإلكتروني جاء استجابة لعدد من التحديات ضمن المأمول والمستقبل والظروف التي نعيشها.
وأكد أن التعليم الإلكتروني أضحى حقيقة وضرورة ملحة وليس ترفاً، وعلى الجامعات الحكومية والخاصة ان تتحمل مسؤوليتها في تهيئة البيئة التي تلائم هذا النوع من التعليم، لأن مستقبله هو المستقبل الواعد، بالإضافة إلى أن التعليم الإلكتروني سيكسر الحواجز والحدود بين الدول وسيكون باستطاعة الطالب الالتحاق بأي جامعة وفي أي دولة بأقل التكاليف.
شراكة فاعلة
واضاف الدكتور الكميم: أنه مع انتشار جائحة كورونا زادت معاناة الجامعات اليمنية، وكادت العملية التعليمية ان تتوقف تماماً، فكانت ضرورة للتفكير والانتقال إلى التعليم الإلكتروني، وضرورة الشراكة الفاعلة بين المؤسسات الرسمية وعلى رأسها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، وبين الجامعات الحكومية والخاصة، لتوفير متطلبات التعليم الإلكتروني وتعزيز ثقافته في أوساط العملية التعليمية.
وأوضح أن انعقاد المؤتمر الأول للتعليم الإلكتروني في اليمن خطوة نوعية لتطوير التعليم، كهدف استراتيجي للرؤية الوطنية وترجمة للتوجه السياسي الجاد في تطوير منظومات التعليم، وتحفيز الابتكار في مجال التعليم والبحث العلمي.
وأشار رئيس الجامعة الاماراتية بصنعاء إلى أن التعليم الإلكتروني ليس حكراً على التعليم الجامعي، بل من الأهمية بمكان أن يشمل كافة مجالات التعليم الأساسي والثانوي والتعليم الفني والتقني، ووزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والتعليم المهني ملزمة بمشاركة هذا النوع من التعليم(المفتوح) لتصبح منظومة متكاملة مخرجات التعليم العام هي مدخلات التعليم العالي والتعليم المهني.. وتطرق إلى أن تجربة الجامعة الإماراتية مع التعليم الإلكتروني بدأت سريعة مع جائحة كورونا، كخطوة حددتها رئاسة الجامعة لاستكمال العملية التعليمية خلال الفصل الدراسي الثاني.
بديل أنسب
> من جانبه تحدث الدكتور منير المخلافي – رئيس قسم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات بالأكاديمية اليمنية للدراسات العليا استاذ مشارك هندسة البرمجيات- عن تحديات التعليم الإلكتروني في ظل أزمة كورونا وما بعدها:
>> أصبح التعليم الإلكتروني محفزاً من محفزات التعلم بدلاً من الاكتفاء بالدراسة التقليدية، وتماشياً مع ثورة تكنولوجيا المعلومات ونظراً لجائحة كورونا التي هددت التعليم بالتوقف التام، كان لابد من التأقلم وبشكل إجباري، وتنمية المهارات التقنية لتلبية احتياجات سوق العمل.. ففي ظل “جائحة كورونا” توجهت غالبية المؤسسات التعليمية نحو التعليم الإلكتروني كبديل أنسب لضمان استمرار العملية التعليمية، حيث تم استخدام تطبيقات محادثات الفيديو عبر الإنترنت مثل “زوم” و”جوجل” وغيرها.
وأوضح أن عملية الجاهزية وتوفير متطلبات التعليم الالكتروني في الجامعات اليمنية لابد أن يشمل المحتوى التعليمي وإعداد مادة تعليمية تحقق الأهداف وتتناسب مع الواقع المعاش بدلاً من الوقوف موقف المتفرج في حين العالم يتجه نحو التعليم الالكتروني.
ليست مستحيلة
وأشار الدكتور المخلافي إلى أن هنالك عدة جوانب ينبغي مراعاتها قبل استخدام التعليم الإلكتروني أهمها الوسائل التعليمية والاستفادة من توجهات العالم نحو التعليم الإلكتروني الذي يشكل تحديا لدي الجامعات باستبدال التعليم التقليدي بالتعليم الإلكتروني.. كما يجب أن يبذل الكادر التعليمي جهداً كبيرا وإشراك الطلاب الموجودين في أماكن متباعدة ومناطق مختلفة، والمحافظة على مواصلة التعليم بدلا عن إيقافه.. مؤكداً بأن عملية التحول إلى التعليم الإلكتروني ليست بتلك السهولة ولكنها بالتأكيد لن تكون مستحيلة في حالة الاستفادة من جميع البرامج والتطبيقات المتاحة التي يوفرها (غوغل ومايكروسوفت وأبل وغيرها) ،على شبكة الإنترنت.
طرق مناسبة
وذكر رئيس قسم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات بالأكاديمية اليمنية للدراسات العليا ان من التحديات الماثلة أمام التعليم الإلكتروني في اليمن توفر الأجهزة وشبكة الإنترنت وسرعة الإنترنت وغيرها، وأنه قد يتوفر للطالب (أو حتى للدكتور ) الجهاز، إلا أنه قد لا تتوفر لديه خدمة الإنترنت وإن توفرت فقد تكون بطيئة، أو ربما بحزمة غير كافية لتغطية عروض الفيديو والمواد ذات الحجم الكبير، وهنا لا بد للمعلم من أن يعرف أوضاع طلابه ليختار الطرق الأكثر مناسبة لإيصال المعلومات للجميع، فمثلاً إذا كانت المشكلة تتعلق بعدم توفر حزم كافية لدى الطلبة، فهنا يمكن تحضير المواد بأحجام صغيرة أو متوسطة، وقد يكون من الأفضل أيضا تقليل استخدام الفيديو في اللقاءات المباشرة أو استخدامها لوقت قصير.
وأضاف: أنه ومع انتشار وباء كورونا اتجهت الاكاديمية اليمنية للدراسات العليا إلى التعليم الالكتروني وحققت عملية التفاعل بين الاكاديمية وكادرها التعليمي والطلاب، نتائج ممتازة من حيث مواكبة التطورات الحديثة لتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى إطلاق الاكاديمية اليمنية دورات للكادر التعليمي في مجال التعليم الإلكتروني ووسائله المتنوعة.