«الثورة» تسلَّط الضوء على المؤتمر العلمي الأول في جامعة الحديدة حول الأطماع الاستعمارية في السواحل الغربية اليمنية: اليمن أسطورة الصمود والتحدي ومقبرة الغزاة والمحتلين 
الثورة / أحمد كنفاني  (1-2)
60 باحثاً وباحثة من اليمن ومختلف البلدان العربية والأجنبية شاركوا في المؤتمر الذي هدف إلى إبراز أطماع الاستعمار في السيطرة على السواحل الغربية والجزر اليمنية لما لها من أهمية إستراتيجية واقتصادية على مستوى العالم
يجب إعادة النظر أزاء التحديات المستقبلية الرامية لاحتلال السواحل اليمنية ومعرفة السبب الذي جعلها محط أنظار وطمع دول الاحتلال
لأبناء اليمن دور كبير في مقارعة قوى العدوان عبر العصور
أكثر من 216 جزيرة يمنية تحتوي على ثروات متنوعة ما جعلها محط أنظار دول الاحتلال
ناقش ستون باحثا وباحثة من اليمن ومختلف البلدان العربية والأجنبية، تاريخ اليمن والمطامع الاستعمارية الدفينة لاحتلال سواحله الغربية وما يواجه اليمن من عدوان في العصر الراهن بقيادة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وأداوتها العميلة في المنطقة العربية، ظنا منها أنها قد تنال بعض المكاسب أو تحتل أجزاء منه ..
وجاءت النقاشات ضمن أربعة محاور حول الأهمية الاستراتيجية والتاريخية للسواحل الغربية اليمنية وأطماع وأساليب الغزاة والمحتلين فيها ودور أبناء اليمن في مقاومة الأطماع الاستعمارية على السواحل الغربية اليمنية وتاريخ مدينة الحديدة في الصمود والتحدي، في مؤتمر علمي نظمته جامعة الحديدة حول الأطماع الاستعمارية في السواحل الغربية اليمنية، تحت شعار «اليمن أسطورة الصمود والتحدي ومقبرة للغزاة والمحتلين» خلال الفترة «25-23» مارس الماضي من العام الجاري 2021م ..
«الثورة » واكبت فعاليات المؤتمر وجلساته وما استعرض من محاور وأبحاث علمية .. واليكم حصيلة ما جاء فيه :
في افتتاح المؤتمر أكد القائم بأعمال محافظ الحديدة محمد عياش قحيم ووكيل أول – مشرف عام المحافظة أحمد مهدي البشري- أن قطاع التعليم يعد جبهة لا تقل عن جبهات العزة والكرامة .. مشيرين إلى أن ست سنوات من الصمود قابلها انتصارات كبيرة في مختلف الجبهات وتطور في الصناعات العسكرية .. واعتبرا الاحتفاء بيوم الصمود، تذكيرا بالجرائم الوحشية التي ارتكبها العدوان وصمود الشعب اليمني في مواجهته ومحطة للتزود بالدروس وشحذ الهمم لمواجهته .. ولفتا إلى أهمية المؤتمر الذي يهدف لتوجيه الأنظار إلى الأخطار التي تواجه الوطن وسواحله الطويلة.
وذكرا أن التطورات العلمية والبحثية التي تشهدها جامعة الحديدة تضاف إلى قائمة الانتصارات التي تتحقق للوطن .. مثمنين جهود جامعة الحديدة في مواصلة مشوارها العلمي رغم كل الظروف الاستثنائية التي مرت بها جراء استهدافها من قبل العدوان وخروج 80 % من بنيتها التحتية عن الخدمة .. وأشاد قحيم والبشري بتماسك أبناء الشعب اليمني في مواجهة العدوان وإفشال مخططاته .. مؤكدين الاستمرار في الصمود لمواجهة العدوان ودحر المعتدين الغزاة من كافة الأراضي اليمنية.
«نائب وزير التعليم العالي»
 فيما أشار نائب وزير التعليم العالي والبحث  العلمي الدكتور علي شرف الدين، إلى أن انعقاد المؤتمر الذي يتزامن مع اليوم الوطني للصمود، يمثل خطوة مهمة في مسيرة الصمود في وجه العدوان .. ولفت إلى أن إحياء الشعب اليمني لذكرى مرور ستة أعوام وتدشين العام السابع من الصمود- في وجه تحالف عدواني دولي تغاضى العالم عن جرائم الحرب والإبادة التي ارتكبها بحق الشعب اليمني- يعد انتصارا كبيرا.
ونوه الدكتور شرف الدين إلى أن صمود واستبسال الشعب اليمني العظيم كسر شوكة نظام بني سعود الذي يعد أحد أهم أذرع الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة ..مبينا أن هذا الصمود سيؤدي إلى تغيير خارطة المنطقة وتقوية محور المقاومة والممانعة.
وأكد حرص قيادة الثورة والقيادة السياسية على الاهتمام بدعم مؤسسات التعليم العالي في محافظة الحديدة والدفع بأبنائها للالتحاق بالتعليم وتعويضهم عن الحرمان والتجهيل الذي تعرضوا له خلال العقود الماضية.
مشيرا إلى أن أهمية المؤتمر تكمن في تسليط الضوء على أطماع الاستعمار في السيطرة على السواحل الغربية والجزر اليمنية ، لما لها من أهمية استراتيجية واقتصادية على مستوى العالم، ما يتوجب إعادة النظر تجاه التحديات المستقبلية الرامية إلى احتلالها .
ولفت إلى الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية للجزر اليمنية المنتشرة على المياه الإقليمية اليمنية، والتي تضم أكثر من 216 جزيرة تحتوي على ثروات متنوعة، ما جعلها محط أنظار دول الاحتلال.
وثمن مواقف أبناء المحافظات المحتلة في رفض قوى الاحتلال بعدما تكشفت لهم النوايا الحقيقية للعدوان والمؤامرات التي تستهدف الوطن ونهب ثرواته وخيراته .. مشيدا بجهود جامعة الحديدة واهتمامها بالتطوير والبحث العلمي رغم الظروف التي تمر بها المحافظة.
أطماع
بدوره أكد رئيس جامعة الحديدة الدكتور محمد أحمد أمين الأهدل، أن الجامعة لم تدخر جهدا في الإعداد والتجهيز للمؤتمر العلمي وعملت منذ وقت مبكر بمشاركة ثلة من منتسبي الجامعة .. مشيرا إلى ما تعرضت له الجامعة من استهداف مباشر من قبل العدوان الأمريكي السعودي.
ولفت إلى أنه لم يعد خافيا على أحد مطامع قوى العدوان في السيطرة على اليمن ونهب ثرواته وما يمتلكه من سواحل وجزر وموقع جغرافي استراتيجي حيوي هام .. مؤكدا أن الشعب اليمني في ظل قيادته الثورية والسياسية الحكيمة أدرك منذ وقت مبكر حجم المؤامرة وما يحاك ضده، فوقف سدا منيعا أمام محاولات إخضاعه وتركيعه.
وقال الدكتور الأهدل «لقد سلكت قوى الشر والعدوان مسلك الحقد فبادرت في شن الغارات والقصف المتواصل في محاولة لإبادة الإنسان اليمني ، لكن صمود اليمني زاده قوة ومتانة ولم ولن تلين عزيمته أو توهن أمام كل التحديات».
ونوه إلى أن صمود منتسبي الجامعة طيلة العدوان أثمر في استمرار العملية التعليمية وعدم توقفها وإعادة إصدار ثلاث مجلات محكمة وهي مجلات « ابحاث وتهامة وآداب الحديدة» وازدادت نسبة الترقيات وإنشاء مركز التطوير وضمان الجودة الذي قاد جهود وضع استراتيجية الجامعة 2025م وإنشاء كلية الزراعة وتدشين الدراسة فيها هذا العام.
وأشار إلى أن المؤتمر يأتي في إطار الإسهام في بناء القدرات العلمية والبحثية التي تتبناها الجامعة في المجالات العلمية، باعتبارها من أهم أولويات وتوجهات الجامعة التي تسير عليها ضمن الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة.
« اليوم الأول تضمن جلستين تناولت الجلسة الأولى المحور الأول : الأهمية الاستراتيجية والتاريخية للسواحل الغربية اليمنية ، والجلسة الثانية المحور الثاني : أطماع وأساليب الغزاة والمحتلين في السواحل الغربية اليمنية ».
الجلستان الأولى والثانية اللتين أدارهما الدكتور علي محمد الناشري ، والدكتور أحمد الزراعي والمقرران الدكتور عبدالحكيم الهجري، والدكتورة امة الملك الثور تضمنتا إلقاء 18 بحثاً لباحثين من اليمن وخارجه، توزّعوا على النحو الآتي :
– (الموانئ اليمنية القديمة المطلة على البحر الأحمر ) د. ليبيا عبدالله دماج – مركز الدراسات والبحوث اليمني – صنعاء.
– (اليمن بين تحديات الجغرافية السياسية ومخاطر الأطماع الاستعمارية في البحر الأحمر) د. مجاهد صالح الشعبي كلية التجارة – جامعة صنعاء.
– ( الساحل الغربي لليمن في أجندة الغزاة وقوى الهيمنة عبر التاريخ) أ. عبدالله بن عامر نائب مدير التوجيه المعنوي – مدير تحرير صحيفة اليمن.
– ( المجال الحيوي لليمن : جيواستراتيجية السواحل والدواخل) أ.د. سيار الجميل – جامعة تورنتو.
-( الرحلات مصدر لدراسة تاريخ اليمن .. السواحل الغربية أنموذجا) د. محمد حسب الله القريشي- المديرية العامة للتربية- واسط.
– ( جنوب البحر الأحمر في السياسة البريطانية «دراسة من خلال كتاب العمليات البحرية البريطانية ضد اليمن إبان الحكم التركي 1914 – 1919م ترجمة (د. سيد مصطفى سالم ) د. رياض محمد الصفواني – مركز الدراسات والبحوث اليمني – جامعة صنعاء.
-( الأهمية الاستراتيجية للموانئ الغربية اليمنية «الحديدة ، المخا، الصليف، اللحية» أنموذجا) د. قاسم عمر علاوي – جامعة نينوى العراق ، أ. رضية أحمد الشريف كلية الآداب – جامعة الحديدة.
– ( البحر الأحمر والجزر اليمنية تاريخ وقضية «عرض تاريخي» كتاب الدكتور سيد مصطفى سالم ) د. أمة الغفور عبدالرحمن الامير كلية الآداب والعلوم السياسية – جامعة صنعاء.
-( الأطماع الاقتصادية الرومانية ما بين العامين 19 – 24 قبل الميلاد ، وكورنيلوس بالبوس على الجرمنت عام 19 قبل الميلاد أنموذجا) د. فاطمة سالم العقيلي كلية الآداب – جامعة بنغازي.
-( الصراع الدولي على منطقة الشيخ سعيد) أ. عائشة إبراهيم معتكف ، أ. محمد فتيني كنباش قسم التاريخ – كلية الآداب جامعة الحديدة.
– ( الصراع العثماني البرتغالي حول البحر الأحمر 1618-1500م وأثره على السواحل اليمنية ) د. عبدالحكيم عبدالمجيد الهجري كلية الآداب والعلوم السياسية – جامعة صنعاء.
– ( الصراع على النفوذ في اليمن وعسير1844 – -1848م في ضوء التقارير العثمانية ) د. أحمد عبدالوهاب الشرقاوي مدير المركز الثقافي الآسيوي.
-( الاستراتيجية الفرنسية في البحر الأحمر ومحاولات السيطرة على منطقة الشيخ سعيد) د. أمل عبدالمعز الحميري – كلية التربية والعلوم التطبيقية والإنسانية خولان – جامعة صنعاء.
-( المخلاف السليماني «البوابة التي عاد منها العثمانيون لفرض الحماية على سواحل اليمن الغربية « 1819 – 1821) أ.سامي زيد القرشي – طالب دكتوراة جامعة صنعاء.
-( أطماع البرتغاليين في سواحل اليمن الغربية في النصف الأول من القرن السادس عشر) أ. ماجد يحيى لعجة – كلية التربية جامعة صنعاء.
تحليل دراسات المحور الأول
تناول هذا المحور 10 أبحاث استعرض الدكتور سيار الجميل جامعة تورنتو كندا في البحث الأول منه «المجال الحيوي لليمن جيو إستراتيجية السواحل والدواخل».
وأوضح أن تاريخ اليمن يعود إلى 1200 قبل الميلاد مع مملكتي سبأ وحمير واستخدم البر والبحر منذ تلك الأزمنة السحيقة، ومع مرور العهود القديمة تمحور المجتمع اليمني حول التجارة .. مشيرا إلى أن الرومان غزوا اليمن في القرن الأول تليها بلاد فارس وإثيوبيا في القرن السادس وتحول اليمن بعد ذلك إلى الإسلام عام 628م وفي القرن العاشر أصبحت سيطرة الزيدية التي ظلت قوية في السياسة اليمنية حتى الستينيات من القرن العشرين.
ونوه الدكتور الجميل إلى أن المتوغل في تاريخ اليمن سيجد تميزها عبر الأحقاب بثنائية جيواستراتيجية وسواحلها الغربية المطلة على البحر الأحمر .. مؤكدا أن اليمن بلد قديم جدا وقد أتاح له موقعه الجغرافي أن يكون مصدرا هاما في الجزيرة العربية قاطبة، وغدا اليمن يتمتع بشخصية فريدة تاريخية وحضارية لها عبقريتها الجيواستراتيجية عبر الأزمنة الماضية.
فيما ركز البحث الثاني- بعنوان « ساحل اليمن الغربي في التاريخ القديم .. بين نعمة الموقع الجغرافي ونقمته» للدكتور عبدالله ابوالغيث – أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية – كلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة صنعاء- على دور وأهمية الساحل الغربي لليمن والمطامع الخارجية التي أحدقت به من كل حدب وصوب وامتدت تأثيراتها لتشمل اليمن برمته ابتداء بالبطالمة والرومان مرورا بالأحباش والفرس وانتهاء بأمريكا وإسرائيل وبريطانيا وعدد من الدول الغربية.
وسلط البحث الثالث- «الموانئ اليمنية القديمة المطلة على البحر الأحمر «، للأستاذ المساعد ليبيا عبدالله دماج – مركز الدراسات والبحث العلمي- الضوء على موضوع الموانئ اليمنية القديمة المطلة على البحر الأحمر لما يمثله الموقع الاستراتيجي من أهمية كبيرة على تلك الموانئ .. لافتا إلى أن دوره انعكس على تنشيط الملاحة والتجارة الدولية عند ملتقى ثلاث قارات «آسيا، أفريقيا، أوروبا».
وتناولت الدراسة جوانب تتعلق بالموانئ، كالصراع الدولي على البحر الأحمر ومناطقه للسيطرة على التجارة الدولية، كما تتبعت أنواع السلع المتبادلة في تلك الموانئ القديمة والوسائل المستخدمة في نقلها.
وأكدت الدراسة القانونية للدكتور حيدر قاسم فتيني – كلية التربية والعلوم التطبيقية بريمه – جامعة الحديدة الموسومة بـ «الأهمية الاستراتيجية للسواحل الغربية اليمنية في البحر الأحمر» أن ملامح الصراع الدولي في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن برزت بمجيئ المستعمر الأجنبي للسيطرة على البحر الأحمر والقرن الأفريقي، فضلا عن التحكم بأهم المنافذ البحرية كمضيق باب المندب ومضيق ثيران وخليج العقبة وقناة السويس.
ونوهت الدراسة إلى أن مضيق باب المندب شهد وما يزال تنافسا دوليا .. لافتة إلى أن أهمية الدراسة تكمن في أمن وسلامة البحر الأحمر لأنه يمثل ممرا دوليا يحظى باهتمام دولي وإقليمي كونه أداة اتصال بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، علاوة على ذلك انتشار البوارج والأساطيل البحرية الغربية في سواحل الصومال وخليج عدن التي تحمل صواريخ نووية قد تسبب- في حال انفجارها- خطرا بيئيا لا يحمد عقباه.
وتطرقت إلى ما تسعى إليه أمريكا وحلفاؤها إلى تحقيق هدف تدويل البحر الأحمر وخليج عدن والسيطرة على المنطقة برمتها.
بدوره استعرض البحث الخامس ضمن المحور الأول- الموسوم بـ»الرحلات مصدر لدراسة تاريخ اليمن .. مدن الساحل الغربي أنموذجا» للمهندس محمد حسب الله علوان من المديرية العامة للتربية – واسط العراق- أهمية الرحلة في دراسة تاريخ اليمن ودراسة الأوضاع الجغرافية في مدن الساحل الغربي والأوضاع الاقتصادية والإدارية لمدن الساحل الغربي.
فيما تناول البحث السادس لأستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية المشارك بكلية الآداب – جامعة ذمار علي مسعد هويدي، الأهمية الاستراتيجية للموانئ اليمنية على الساحل الغربي – ساحل البحر الأحمر – في العصر المملوكي 1250 – 1517م وذلك من خلال إبراز ما لعبته هذه الموانئ من أدوار على كافة الصعد آنذاك وما مثلته من أهمية استراتيجيا واقتصاديا والتي انعكست حينه على تطلعات وأطماع الدول الاستعمارية الأوروبية «البرتغال» في الاستيلاء على هذه الموانئ واحتلالها، وما أجج مسألة الصراع والتنافس بين مختلف الأطراف .. وقسمت الدراسة إلى جزءين الأول منها موانئ الساحل الغربي وجزر البحر الأحمر في العصر المملوكي والثاني الأهمية الاستراتيجية للموانئ اليمنية في الساحل الغربي.
بدورها هدفت الموسومة بعنوان « الأهمية الاستراتيجية للموانئ اليمنية الغربية إبان الحرب العالمية الأولى وما قبلها ( الحديدة، المخا، الصليف، اللحية) انمودجا للدكتور قاسم عمر علاوي كلية الآداب – جامعة نينوى وللأستاذ المشارك في كلية الآداب – جامعة الحديدة رضية أحمد الشريف، إلى التعريف بالموانئ اليمنية الغربية من حيث الموقع والمساحة والحدود ودورها في الحياة الاقتصادية لليمن وأهم صادراتها ووارداتها فضلا عن دور الجاليات التجارية والتجار في ازدهارها والتعرف على تأثر تلك الموانئ بالأحداث السياسية وانعكاس الصراعات المحلية والعالمية على نشاطها خلال فترة الحرب العالمية الأولى، وانعكاس ذلك الصراع السياسي على اندثار موانئ معينة وازدهار موانئ آخرى.
من جانبه ركّز الدكتور رياض محمد الصفواني- في مركز الدراسات والبحوث اليمني في صنعاء- في دراسته الموسومة «جنوب البحر الأحمر في السياسة البريطانية في ضوء كتاب ( العمليات البحرية البريطانية ضد اليمن إبان الحكم التركي 1919-1914م)» للمؤلف جون بولدري على الجزء الجنوبي للبحر الأحمر في السياسة البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى 1918-1914م، وما شهده الجزء الجنوبي الذي تطل عليه الموانئ اليمنية من جيزان شمالا حتى المخا جنوبا من عمليات عسكرية بحرية للقوات البريطانية خلال سنوات الحرب العالمية الأولى في محاولة منها إلى جعل جنوب البحر الأحمر بحيرة استعمارية بريطانية في إطار استراتيجيتها لتأمين خطوط مواصلاتها بين مستعمراتها في الهند وشرق آسيا وبين أوروبا وفي سياق عملياتها ضد القوات العثمانية التي كانت الموانئ والجزر اليمنية تتبع مركز ولايتها في صنعاء وكخطوة استباقية لمنع أي موطئ قدم لألمانيا وبريطانيا في البحر الأحمر وفي جزره وموانئه.
وأشار الباحث إلى أن تلك السياسة في النهاية أدت إلى تشديد بريطانيا قبضتها على البحر الأحمر والساحل الغربي اليمني.
معتبرا أن هذه الإجراءات العسكرية تعكس أهمية جنوب البحر الأحمر في السياسة البريطانية خلال سنوات الحرب العالمية الأولى.
من جانبه قسّم الباحث الدكتور مجاهد صالح الشعبي – أستاذ العلوم السياسية المساعد -جامعة صنعاء، دراسته الموسومة « اليمن بين تحديات الجغرافيا السياسية ومخاطر الأطماع الاستعمارية في البحر الأحمر » إلى أربعة أجزاء تناول الأول منها الخلفية التاريخية والأهمية الاستراتيجية للبحر الأحمر، فيما ركز الجزء الثاني على الفرص والتحديات والثالث تناول الأطماع الاستعمارية في مياه البحر الأحمر والرابع اليمن ومستقبل البحر الأحمر.